علمتني سورة

لا أحد يستطيع أن يغلق باباً فتحه الله،
ومن أشرقت بدايته أشرقت نهايته.

« All Events

ذنوب الخلوة التي تحصل في الواتس والفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي

 

 كتب أحدُ طلبة العِلم الفضَلاء فائدة، وفيها يقول:

هل تعلم أن اللهَ ابتلى الصحابةَ -رضي الله عنهم- وهم في حال الإحرام -والمُحرم بالحج أو العمرة يحرُم عليه الصيد- ابتلاهم الله بأن الصيدَ اقترب منهم حتى إن أحدهم يستطيع أن يصيده بيده دون استخدام آلةٍ للصيد! اقرأ قولَه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ المائدة: 94.

 

وفي هذا الزمن يتكرر ابتلاءٌ عظيمٌ جِدًّا، ولكن بشكل مختلف! كـــيـــف؟

قبل عشرة أعوام تقريبًا كان الحصولُ على الصُّوَر والمقاطع المحرمة صعبا نوعًا مـا، أمَّا الآن فبلمسةٍ خفيفةٍ على شاشة الجوال أو بضغطة زر على الحاسب الآلي تشاهد هذا حتى من دون برامج فك الحجب -أعاذنا الله وإياك-.

 

تـَـــــذَكَّــــــر: ﴿لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

في خلوتك لا يغرنك صمتُ أعضائـك، فـإن لهـا يـومـًا تتكلـم فـيـه! ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾. تأمل جيدًا قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ المائدة:94.

 

وفي هذا المعنى يقول أحد السلف: " خَوفُكَ من الريح إذا حركتْ سترَ بابِك وأنتَ على الذَّنْب =أعظمُ من الذنب إذا فعلته!".

 

يقول أحد من ابتُلي بالنظر للحرام:

"سمعتُ خشخشةً في الباب، فبلغ قلبي حنجرتي، وانقطع نفَسي، فأغلقت جهازي، وفتحت الباب، فوجدتها هرَّة.."، ألم يعلم هذا المسكين أن الله أقرب إليه من حبل الوريد؟

 

ليس بين الرجلِ وبين ما يُوصَلُ إليه من خِزيٍ في هاتفه الذكيِّ إلا جدار (مراقبة الله).

 

قال بعض السلف: "لا تكن وليًّا لله في الظاهر، عدوًا لله في الباطن".

 

 

الجوالات مثل الصناديق، إما حسنات جارية، أو سيئات جارية، فضع فيها ما تشاء أن تجده في صحيفتك يوم القيامة..

 

خذوا حِذْرَكم من ذنوب الخلوات، وخاصة مع الجوالات والكمبيوتر والتلفاز عند غياب الأهل والناس؛ فإنه يطعن في خاصرة الثبات، وعليكم بعبادة السر؛ فإنك تقي بها النفس من نوازع الشهوات. وإذا أردت الثبات حتى الممات فعليك بالمراقبة في الخلوات.

 

قال ابن القيِّم: ذنوب الخلوات سبب للانتكاسات، وعبادة الخلوات سبب للثبات.

 

أما يوم القيامة.. فعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَأَعلَمَنَّ أقوامًا من أُمَّتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورًا"، قال ثوبان: يا رسول الله، صِفْهُم لنا، جَلِّهِمْ لنا أنْ ﻻ نكون منهم ونحن ﻻ نعلم، قال: "أَمَا إِنهم إِخوانُكُم، ومِنْ جِلْدَتِكم، ويَأخُذُونَ مِن الليلِ كما تأخذون، ولكنَّهُم أقوامٌ إذا خَلَوا بمحارم اللهِ انتهكوها". رواه ابن ماجه.